إذا كانت الدراما هي التمثيل والتشخيص والمحاكاة للواقع والملابسات والأجواء، فإن دور الدراما التاريخية أخطر وأفعل في استدعاء سنن التاريخ والقوانين التي حكمت معاركه وصراعاته، وهي الأقدر على توظيف الدروس والعبر والعظات التي تستدعيها من صفحات هذا التاريخ في خدمة قضايا ومشكلات وتحديات الواقع المعيش. وإذا كان الإنسان على اختلاف الثقافات ومنذ فجر الحضارات قد فطن إلى سلاح الدراما فاستخدمه في أفراحه وأتراحه وفي سلمه وحربه… فإن العصر الحديث قد فتح للدراما – وللدراما التاريخية خصوصًا – أوسع الأبواب، وذلك إدراكًا من رواد هذه النهضة أن سلاح الدراما أفعل في التربية والتهذيب، ومن ثم في تحقيق التغيير والتطوير من مجرد القراءة للكتب والمقالات.