يتناول المؤلف في هذا الكتاب موضوعات مثل الموت الأول ، أو الموت الثاني ، أو الموت الأرضي ، أو موت المبارك ، أو موت الأشرار ، أو المراحل المختلفة التي مرت في القبر ، ويوم القيامة.
قال الله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} [آل عمران: 185]، [الأنبياء: 35]، [العنكبوت: 57]، وثبت ذلك في كتابه في ثلاثة مواضع، وإنما أراد سبحانه وتعالى الموتات الثلاث للعالمين فالمتحيز إلى العالم الدنيوي يموت، والمتحيز إلى العالم الملكوتي يموت والمتحيز إلى العالم الجبروتي يموت.
فالأول آدم وذريته وجميع الحيوانات على ضروبه الثلاث والملكوتي وهو الثاني أصناف الملائكة والجن، وأما أهل الجبروتي فهم المصطفون من الملائكة، قال الله تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلًا ومن الناس} [الحج: 75]، فهم كروبيون وروحانيون وحملة العرش وأصحاب سرادقات الجلال. وهم يموتون على هذه المكانة من الله تعالى والقربى، ليس زلفاهم بمانعة لهم من الموت.
فأول ما أذكر لك عن الموت الدنيوي فألق أذنيك لتعي ما أورده وأصفه لك بنقل عن الانتقال من حال إلى حال إن كنت مصدقًا بالله ورسوله واليوم الآخر؛ فإني ما آتيك إلا ببينة يشهد الله تعالى على ما أقول، ويصدق مقالتي القرآن، وما صح من حديث رسول الله “صلى الله عليه وسلم”