طموح هذة المساهمة الجديدة في نقد الفكر القومي أن ترصد ظاهرة محددة هي الظاهرة القُطرية، وإن تراجع على ضوء تطور القطرية مصائر المقولات الأساسية للنظرية القومية، أي وحدة اللغة ووحدة الثقافة ووحدة التاريخ.
النظرية القومية التقليدية، التي اطمأنت إلى ثبات عوامل اللغة والثقافة والتاريخ المشترك وأفتراضت أن الدول القطرية محض كيانات “كرتوينة” مرشحة للتداعي والانهيار، تقف اليوم عاجزة أمام مشهد “تقومن” هذه الكيانات القطرية كما أمام مشهد “تقطير” اللغة القومية والثقافة القومية والتاريخ القومي.
والمحور المركزي لهذه الدراسة هو، من خلال نقد مثالية النظرية القومية ونزعتها الثقافوية، إعادة الاعتبار إلى العامل السياسي في نشوء الأمم وإنحلالها: الدولة. فالأمة، أكثر منها لغة الأمة أو تاريخ الأمة، هي دولة الأمة.