هو بحث إجتماعي سياسي إقتصادي أخلاقي
إذ يذكر ضمن هذا الكتاب: الحرية محدود بأن لا تؤذي الآخرين.
وهذا الحد معناه ليس من حق الإنسان رفض التعليم، وليس من حق الإنسان رفض الصحة، وليس من حق الإنسان رفض الأمن، ليس من حق الإنسان رفض نظام المرور أو البلديات، لأن المجتمع إذا رفض التعليم انتشر الجهل، وإذا انتشر الجهل أصبح الإنسان يؤذي الإنسان الآخر من حيث لا يشعر لأن الجهل طريق للأذى، وليس من حق المجتمع أن يرفض الوسائل والنظم الصحية، لأن رفض النظم الصحية يعني انتشار الأمراض، وانتشار الأمراض يؤذي الآخرين، وليس من حق الإنسان رفض الأمن لأن رفض الأمن يعني اختلال النظام والفوضى، وليس من حق الإنسان إحداث الفوضى لأنها تؤذي الآخرين، وليس من حق الإنسان التحايل على نظام المرور أو نظام البلديات لأن في ذلك تعريض للأملاك والأموال للتلف والضياع.
إذن عندما نقول لك حق الحرية، فهي الحرية المحدودة بالتعليم والصحة والأمن وأنظمة المرور والبلديات والطرقات، إذن لا يستطيع أن يقول إنسان أريد حرية مطلقة، فإما أن تعيش في مغارات الجبال أو أدغال الوديان فتكون لك حرية مطلقة، وأما إذا أردت أن تعيش في المجتمع فلابد أن تلتزم بالنظم الاجتماعية، إذن لا توجد حرية مطلقة، بل يزيد على ذلك بعض الدول الغربية تقول ليس من حقك أن تتعرى عن القيم والأخلاق العامة، مثلاً بعض الدول الغربية تقول ليس من حقك ان تستعمل عطر ذا رائحة قوية لأنه قد يؤذي الآخرين، وليس من حقك أن تستخدم الجوال بصوت قوي في وسائل المواصلات كالباص أو القطار أو الطائرة، وليس من حقك أن تخرج إلى الشارع عارياً وتأكل القذارات لأن هذا قد يعلم الأجيال الصغيرة على عدم المبالاة وهذا إيذاء للآخرين، إذن من يتصور أن هناك حرية مطلقة بجميع الصور فهذا اشتباه وخطأ، لا توجد حرية مطلقة حتى في الفلسفة الغربية والفكر الغربي.