وخلاصة القول في هذه (المسألة السلطانية) ما قرره الإمام الغزالي في مستهل باب (مخالطة السلاطين) من كتاب (الحلال والحرام) حيث قال: أعلم أن لك مع الأمراء والعمال الظلمة ثلاثة أحوال: الحالة الأولى -وهي شرها- أن تدخل عليهم، والثانية -وهي دونها- أن يدخلوا عليك، والثالثة -وهي الأسلم- أن تعتزل عنهم فلا تراهم ولا يرونك. وإلى هذه الحالة نحا الإمام السيوطي فاعتزل السلطان الذي طلبه مراراً -وتحمل في ذلك العديد من المضايقات والضغوط والتهديدات، ولكنه ثبت وأعلن رفضه بكل جرأة عبر هذه (الرسالة السلطانية) التي أرسلها إلى السلطان، وضمنها -باختصار- حكم الدين في مسألة المجيء إلى السلاطين. وهي -على صغرها- رسالة جليلة القدر، وجديرة بالتعريف