صدر “السابق” سنة 1920، وجبران مرهق بألف عمل وعمل كنحلة مريضة في حديقة أزهار، كما ورد في رسالته ميخائيل نعيمة.
عرّف الكاتب بنفسه كتابَه هذا، وجعل تحت العنوان الكبير “السابق“: حكاياته الرمزيّة وقصائده. وهو كتابه الثاني بالإنكليزية (عن دار كنوف).
ظهر “السابق” “كالمجنون” في قَطع صغير، لأن مؤلفه، على حدّ ما قال لماري هاسكل، اعتبر هذا القَطع من شروط الكتاب الأمثل، وقال لها بصدده: “علينا أن نتعلّم كيف ننتقدُ أنفسنا. يرى الشاعر رؤيا وهو في عالم آخر وحين يرجع من عالمه فيحاول أن يقصّ رؤياه قد لا يفلح في بلورتها في قصيدة أو لوحة“.
ولعلّ هذه التجربة جعلت جبران يعتمد الحكاية الأسطورية أو الرمزيّة في “السابق” الذي انطوى على أربع وعشرين حكاية قصيرة وقصيدة نثر مع مقدّمة.
تتّسم الحكايات بطابع صوفيّ وتوجيهيّ خُلقيّ بطريقة غير مباشرة، كما في حكايات الإنجيل أو “كليلة ودمنة“.