السعودية الدولة والمجتمع: محددات تكون الكيان السعودي
يتناول هذا الكتاب ما طرأ على المجتمع السعودي بعد بناء الدولة، ومداخيل النفط. فمن حيث بناء الدولة كان قيام الدولة السعودية متميزاً، إذ جاء نتيجة تخالف سياسي مع الديني (الحركة الوهابية)، الأمر الذي حكم على التظام السياسي بأن يكون على ما هو عليه، على الرغم من التباين الذي حدث مبكراً بين السياسة والقيادة الدينية.
ومن الناحية الثانية، تعرض المجتمع السعودي إلى تحولات عميقة بفضل مداخيل النفط، وما سببته هذه المداخيل من احتكاك متبادل بالعالم. الأمر الذي ترك أثاراً اجتماعية واقتصادية كادت تجرف معها المواريث لولا صدقيتها وقوتها. لكن هذا لا يمنع من انتشار العادات الاستهلاكية والزبونية والفساد البيروقراطي وانهيار أخلاقيات العمل والعمالة الأجنبية والبطالة الوطنية الفقيرة، والانتهازية والتملق والسمسمرة.
فهل لا يزال المجتمع السعودي يضم بين فئاته فئات لا تزال وفية للموروث الاجتماعي الذي يظن أنه اندثر في المراحل الأولى من تأسيس بناء الكيان؟