تحاول هذه الرسالة أن تستصفي المنهج الإسلامي في تفسير التاريخ، وتحاول أن تصحح المفاهيم إزاء أمرين خطيرين: الأول: فساد نظرية السامية التي قدمها الاستشراق وفرقها على مناهج التاريخ والأدب في المدارس والجامعات. والثاني: ثبات مفهوم الانقطاع الحضاري فيها قبل الإسلام وبعده، وإن كل ما كان قبل الإسلام هو تمهيد له ومقدمة، وأن الإسلام قد جب التاريخ السابق له، فلم يكن من الممكن إحياءه مرة أخرى.
ويبدأ المؤلف أنور الجندي بالحديث عن التاريخ في المفهوم الإسلامي، والبطولة في الإسلام، ثم يتطرق للحديث عن الدولة العثمانية والسلطان عبدالحميد، ومسألة اسقاط الخلافة. وينتقل بعد ذلك للحديث عن إعادة إحياء الخلافة ويقظة الإسلام في تريكا، وفساد نظرية الجنس السامي، وكذلك يناقش مسألة الانقطاع الحضاري، ويوضح لنا أن الإسلام وحده هو الذي نقل العالم كله من طفولة البشرية إلى رشد الإنسانية ليدخل في الدعوة العالمية الخاتمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.