بين “حدث” في بلاد التراب والطين، 1992″ المجموعة القصصية الأولى لعزت القمحاوي، وبين هذه المجموعة الجديدة جرت مياه كثيرة في هذا النهر. تعددت التجارب في القصة والرواية والمقالة والنص المفتوح، دون أن تكرر تجربة سابقتها، ولكن يمكننا أن نلمح قواسم مشتركة ص...
والحفاوة بالجسد وتفاصيله هي طريقة عزت القمحاوي لقول هذا. يظهر الجسد بخفوت في “حدث في بلاد التراب والطين” و “الحارس” أو بتأمل وتفكير في “الأيك” و “كتاب الغواية” أو بصخب وعنف في “مدينة اللذة” أو باحتفال في “مواقيت البهجة” و “بيت الديب” أو بأسى في “غرفة ترى النيل” و“البحر خلف الستائر“.
وفي قصص“السماء على نحو وشيك” نجد ملامح من الموت ورثاء الذاكرة ورثاء الجسد الشائخ، كما نلمس الحفاوة بالجسد الشامخ. ثمة حياة قصيرة وثمة سعادة بعيدة وسماء قريبة تهدد في كل القصص، ومع ذلك فالحياة تستحق أن تُعاش، وإن يوماً لا يسعى فيه الإنسان إلى السعادة ليس محسوباً من عمره.