الشهادة بمنباها، من حيث اللفظ الحرفي ومن حيث مضمونها ودلالتها (وقف) على الإسلام وحده، دون غيره من الرسالات السماوية والأعراف الإنسانية الأممية… ولقد تأثرت بعض الجهات الأيديولوجية بسمو المعنى ونبل الغرض فأطلقته تجوزاً واصطلاحاً على الذين يقضون ويموتون في سبيل ما تحملوا من فكر.. وتصور، سواء من يموتون منهم في ميدان معركة، أو من جراء حكم ظالم أو تعسفي…!
ولقد درجت بعض الدول والأمم في العصور الحديثة المتأخرة على ابتكار رمز تكرم به أحياءها أمواتها ممن يؤدون خدمات جلي، للوطن أو للأمة أو للنظام كما أنها تدرجت بهذا الرمز تبعاً لقيمة الخدمة، وسمواً ذلك الرمز: (وساماً).
ونحن في معرض الحديث عن الشهادة نود أن نعود بها إلى أصالتها وحقيقتها، لأنها قد اختلطت اختلاطاً كبيراً وكثيراً..، ثم تداخلت حتى فقدت معطياتها وميزاتها ومميزاتها..!
وكذلك… فإن الأوسمة التي اختص الله تعالى بها الشهيد في سبيله جديرة بالبحث والدرس والتحليل والتعليق، وهي قد خرجت عن مدلولها الرمزي، على حقيقة التكريم..