قصة قصيرة للأديب الروسي (أنطون تشيخوف)
مقدمة القصة:
وصل أوزيلكوف، المهندس المعماري برتبة مستشار مدني، إلى بلدته الأصلية التي كان قد دُعِيَ لزيارتها لترميم الكنيسة المقامة في المقابر. كان قد وُلِدَ في البلدة ودرس في مدرستها، وترعرع وتزوّج فيها، لكنه تعرّفها بكثير من العسر حين هبط من القطار.
كان كل شئ قد تغيّر.. فقبل ثمانية عشر عاماً قبل انتقاله إلى بطرسبرج، كان الأطفال اللاهون في الشارع –على سبيل المثال- يتسلون بصيد المرموط في المنطقة التي يقف فيها مبنى المحطة الآن، كذلك سيرى السائر في الشارع الرئيسي في مواجهته مباشرة فندقاً ذا أربعة طوابق، مقاماً مكان سور رمادي قبيح كان يحتل ذاك المكان فيما مضى. لكن لم يكن التغير الذي طرأ على البيوت والأسوار كمثل الذي طرأ على الناس.. عرف أوزيلكوف من خلال أسئلته لنادل الفندق أن أكثر من نصف الناس الذين ما يزال يتذكرهم قد ماتوا أو أكلهم الفقر أو غابوا في النسيان.