اليوم، وبعد كل هذه السنين لم يعد باقيا من ذكراه سوى ذلك التسجيل اليتيم الذي يتناقله الناس على أجهزة المحمول، والذي التقطه له شخص ما من العاملين في أجهزة الأمن قبل لحظات من أقتياده الى مكان و مصير غير معلومين، ضحكته كانت صافية كأنه عريس غارق في الهناء، ووجهه كان يشع نوراً أو لعلها كانت اضاءة الجهة الأمنية التي كان محتجزا بها، وصوته كان هادرا لدرجة جعلت كل من سمعه يتخيل أنه يكلمه هو دون غيره، كل الذين سمعوه لم يكونوا بحاجة لأعادة الفرجة عليه لكي يحفظوا ما قاله، ألسنتهم ما زالت تلهج بكلماته كأنها قيلت للتو “لن تتحقق العدالة في هذه البلاد، لذلك احلموا بها وهي تحل على الجلادين والقتلة والفاسدين، ثم ارووا أحلامكم لأبنائكم كل ليلة، لعلها عندما يكبرون تنتقل بشكل خرافي من عالم النوم الى اليقظة