إن مصطلح “التطرف الديني” لا يزال يستخدم بهدف إيجاد حالة من الرعب والإرهاب الفكري لشل حركة الدعوة إلى الله، والتشكيك بوسائلها، وإحاطتها بجو من الإرهاب لتحنيطها وتعطيل مسارها، والدعوة الإسلامية تخضع لمعابد منضبطة ووسائل مشروعة من الله عز وجل لا بد للإنسان منها. وقد كتب الكثير عنها ولكن هذه الكتابات افتقدت صاحب القلم العلمي الحاد، والسلوك الإسلامي الحق، لذلك كان لا بد من تنقية الواقع الثقافي لبعض جوانب العمل الإسلامي، وتصويب التصور وتصحيحه الذي يمكن أن يكون قد شابه شيء بسبب من ردود الفعل، والأخذ بيد الجيل المسلم وترشيده لالتزام القياس الإسلامي في الحكم على الأشياء وكيفية التعامل معها.
لقد أصبح هذا الأمر ضرورة شرعية ومسؤولية دينية على العاملين العدول. وقد جاء كتاب الصحوة الإسلامية هذا للدكتور يوسف القرضاوي ملبياً لهذه المهمة.
فهو (د.القرضاوي) المهيأ لهذا الأمر لما يجمعه من حسن فقه ودراية وتجربة ميدانية في حق الدعوة الإسلامية. وقد كان في كتاباته هذه مسدداً ومرشداً لهذه الصحوة وليس مجرد ناقد لها، إذ أنه بحث في عمقها، استشف معاناتها وأحس بآلامها وآمالها وقام بدوره الإيجابي في ترشيدها.