قال محمد بن الصلت عن بشر بن الحارث: كان اسمه بين الناس كأنه اسم نبي ، وقال آخر عنه:
ما أخرجت بغداد أتم عقلا، ولا أحفظ للسانه، من بشر بن الحارث، كان له في كل شعرة منه عقل، ولو قسم عقله على أهل بغداد لصاروا عقلاء وما نقص من عقله شيء! وقال أحدهم، أنه رأى بشرًا جالسًا وحده، فأقبل نحوه، فلمّا رآه بشر مقبلا خط بيده شيئا ما على الجدار، وولّى مسرعًا، فلما أتى موضعه، قرأَ ما خطّه بشر، فكان:
الحمد لله لا شريك له
في صبحهِ دائمًا وفي غلسِه
لم يبق لي مؤنسٌ فيؤنسني
إلا أنيسٌ أخافُ من أنسه
فاعتزل الناسَ يا أخيَّ، ولا
تركن إلى من تخاف من دنسه