كان العالم الإسلامي وحدة لا تتجزأ قبل الغزو الاستعماري الغربي، قلما تنوعت حكوماته ودوله، فقد كانت تجمعه وحدة فكر، ووحدة شعور. ولقد مرّ العالم الإسلامي بمرحلة ضعف، وتخلف؛ شأنه في ذلك شأن كل أمة، وكل حضارة حين تمر بمرحلة بعد مرحلة، قوة بعض ضعف، وضعف بع...
وقد واجه العرب المسلمون ذلك ببسالة وصمود، وتعلموا من دروس التاريخ كيف كان النزاع والخلاف الداخلي مصدراً لماذ أصابهم من كوراث، وعرفوا أن أزمة العالم الإسلامي المعاصر إنما تصدر من حيث هو واقع تحت النفوذ الاستعماري، وما يزال العالم الإسلامي يتمخض عن أوضاع جديدة تقدمية في الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وقوامها الوحدة والتحرر والقوة والعدل الاجتماعي وما تزال عوامل الوحدة والأخوة تعمق وتتسع حتى يعود العالم الإسلامي مرة أخرى إلى أصالته فكراً ومجتمعاً؛ وحدة لا تتجزأ، هي وحدة فكر، ووحدة شعور.
وبعد فإن هذا الكتاب إنما يمثل محاولة التي يجري القلم تصويرها في تلك الصفحات، في دراسة للعالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي؛ منذ أوائل اليقظة حتى أواخر الحرب العالمية الثانية.