يرى البعض أن العبادة مجرد علاقة روحية بعيدة كل البعد عن تشابكات الحياة، فهي وسيلة لتهذيب النفس، وتربية الضمير، بل إنها ليست الوسيلة الوحيدة المثلى، ففي الاستطاعة الاستغناء عنها بغيرها من الوسائل “المدنية” التي يتخذها بعض الشعوب أو الدول حتى الملحدة منها لتكون المواطن الصالح، ويرى البعض الآخر أنها لا تعدو أن تكون أداء الشعائر المعروفة من صلاة وصيام وحج، وما يلحق بها من الذكر والتلاوة والدعاء.
إلا أن حقيقة العبادة غير ذلك وما هذه إلا مفاهيم مبتورة بل وساذجة باختزالها الحقيقية العظمى التي فطر الإنسان عليها وقامت لأجلها السماوات والأرض إلى مجرد هوى نفسي أو ترف فكري أو رياضة بدنية، من هنا نجد أنفسنا مطالبون بالإجابة عن أهم الأسئلة المتعلقة بهذه الحقيقة.