تتحدث بعض الحكايات عن فتاة جميلة حكمت عليها ساحرة شريرة بالنوم لمدة مائة سنة. فاستغرقت في سبات عميق وبقيت على هذه الحالة إلى أن أتى ” فارس الأحلام” ذات يوم فانحنى عليها وقبلها فاستيقظت واستقبلت الحياة من جديد. يبدو لي أن المؤلفات القديمة توجد اليوم في وضعية شبيهة بوضعية الفتاة النائمة. فهناك من يحسبها ميتة فيبتعد منها ويمضي لا يلوي على شيء. وهناك ن يقترب منها على أطراف قديمه مخافة أن يوقظها، فيكتفي بتأملها. وهناك من يقترف منها بقرع الطبول فتستيقظ مذعورة ثم تعود توا إلى نوم أعمق من النوم الأول. وهناك أخيرا من يقترب منها بود وعطف فيلمسها بريق ويقاوم نزوعها إلى النوم بلطف، وعندما تفتح عينيها يأخذ بيدها ويساعدها على التكيف مع عالمها الجديد. لشك أن قارئي من هذا الصنف الأخير، ولاشك أنه سيفلح معي في إخراج مقامة الحريري من غيبوبة ذات عدة قرون.