حينما بدأت اكتب عن رحلتي في الغابة كان في ذهني ان أروي ماشاهدت من انطباعات في سياق فني قصصي وفي الجزء الأول من الكتاب كان هذا هو الطابع الملحوظ في الأسلوب ولكم الموضوع مالبث ان تحول بين يدي بعد ذلك الي دراسة علمية أتقصى فيها المراجع و أبحث في بطون الكتب وأحاول ان اجمع إلى شهادة الرؤية و شهادة الحواس جهود الباحثين الذين عاشو اعمارهم في هذه المجاهل البعيدة
هذا من أجمل كتب د. مصطفى محمود وهو يدخل في أدب الرحلات رسالته بإختصار أن المدنية والحضارة معادية للراحة والإنسانية والشعور بالسعادة وحاجة النفس للرضا. فهو بتركه للمدينة ورحلته نحو الغابة يعلن لنا حاجته للشعور بإنسانيته التي نحن لها عندما نترك مدننا.. سجل رحلته في الغاب وخاض لنا مقارنات المدينة ضد الغابة.. المدنية والتطور ضد البساطة.