في النصف الأول من السبعينات كان التوتر بين الرئيس الراحل السادات وجماهير الطلاب والصحفيين يتصاعد عامًا بعد آخر، بسبب الخلاف حول قضايا عديدة، كانت وسيلة الطلاب الوحيدة للتعبير عن آرائهم هى فرخ ورق وقلم فلوماستر يستخدمونها في اصدار عشرات الصحف يعلقونها على الحوائط في الكليات ليقرأها الجميع، وكذلك يعقدون مؤتمرات يدعون إليها الصحفيين والكتاب والساسة وتختتم هذه المؤتمرات بدخول رجل متوسط القامة مهوش الشعر، نابت الذقن، ممصوص القوام، يتجاوز الأربعين من عمره، يرتدي أحيانا قميصًا قديمًا وبنطلونا ناحلًا وغالبا ما يرتدي جلبابًا ويتأبط ذراع رجل عفيف ويسحبه ليصعد إلى منصة المدرج، فيستقبلهما الطلاب بعاصفة شديدة من التصفيق الحار، ويبدأ الشاعر أحمد فؤاد نجم في إلقاء قصائده ويغنيها الشيخ إمام عيسى، قبل أن يخرج الجميع في ثورة صاخبة تدور في أنحاء الحرم الجامعي. وفي هذا الكتاب نقرأ مذكرات هذا الشاعر الحماسي الثوري ونقرأ سيرته والمراحل التي مر بها، والأحداث والمواقف التي اشتهر بها، وكذلك يستعرض لنا المؤلف العديد من أعماله وصوره.