«مسرحية «الفتى مهران» من أهم معالم تاريخ المسرح الشعري في مصر، منذ الضجة الهائلة التي أثارتها عند عرضها أول مرة في شتاء سنة 1966… وتستمد هذە القيمة الفنية الرفيعة ليس من بديع صياغتها الشعرية أو بنائها الدرامي فحسب، وإنما أيضا لكونها نبوءة صادقة واستشعارًا بالغ الشفافية، من وجدان فنان مرهف، لأحداث نكبة 1967 بكل تبعاتها الجسيمة على حرية الوطن وكرامة المواطن؛ حيث تمت كتابتها قبل تلك الأحداث بنحو عامين…
تمثل المسرحية رؤية متعددة الزوايا؛ فهى تحتوي على موقف من الحاكم، وعلاقة المثقفين بالحكام، وموقفهم من الحياة الاجتماعية. كما تشير بقوة إلى قيمة الكلمة، وأهميتها في استنهاض الهمم، وصياغة الوجدانات الحرة المستنيرة الكاشفة لكل معاني الزيف والضلال، وإن تسترت بعباءة الدين.
«الفتى مهران» تتصدى للماضي البعيد، لكنها تنقد الواقع الحاضر وتبشِّر بالمستقبل، فيظل موضوعها التاريخي رمزًا حيًّا للتعبير عن حقائق خالدة في حياة الإنسان، في كل زمان ومكان. فالمسرحية إذن في بُعدها الواقعي، مسرحية معاصرة برغم موضوعها التاريخي، حيث تعرض بالرمز لقضايا وتجارب اجتماعية وفكرية حية. وهى على المستوى الفني، انتصار حاسم للشعر الحديث، في قدرته على التعبير الدرامي، كما جاء في أقوال النقاد».