رسالة مختصرة جامعة عن الفرق بين النصيحة والتعبير للإمام ” ابن رجب الحنبلي ” ، فكلاهما يشترك في ذِكْر اخاك بما يكره ذِكْره ..
لأحدهم أن يرد على عالماً من أئمة المسلمين مادام يستند على الأدلة الشرعية إن وجد منه مخالفة لكتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو مُثاباً ما دام قصده إظهار النصيحة لله ورسوله وللدين ولعامة المسلمين وخاصتهم…ولقد كان السلف الصالح يثنون على فاعل ذلك ويمدحونه…
ولكن ماذا لو كان قصد الفاعل أن ينتقص من شأن أخيه المسلم ويعمد لإظهار جهله أو قصوره في العلم، وذلك يكون مُحاطاً بالقرائن ، وهو محرمٌ سواء في حياة من رد عليه أو مماته…
وأنت مأمور أن تحمل القصد الأول ممن رد، ولا تظن ظن السوء لكى لا تنزلق في مزالق الغيبة والبهتان والافتراء…
سيدنا عمر بن الخطاب يقول ( لا تظن بكلمة خرجت من اخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا )..
فالنصيحة تكون سراً وبقصد إزالة المفاسد وهذا ممدوحاً، وإذا ما كانت علناً فهذا هو التعبير وهذا مذموماً ، ولطالما كان بغرض إيذاء من تنصح وإظهار عيوبه ، عندئذٍ تكون من أصحاب الجحيم…
والويل لمن أظهر النصيحة بحسن قولٍ وعمل وباطنه يحمل إثم العداوة لمن ينصح أو ليتوصل إلى غرض فاسد أو مخافة ان يزاحمه على رئاسة أو مال….فهذا من المنافقين…