يثبت أن طبيعة التدافع الحضاري بين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم قد دخلت مرحلة جديدة مختلفة كميًّا ونوعيًّا؛ حيث صار الرهان الغربي اليوم قائمًا على تدمير الفطرة الإنسانية في الأمة بما يجعلها قابلة للابتلاع العولمي الجديد!.. فلا بد للعمل الإسلامي المعاصر من تجديد نفسه أولًا بالرجوع إلى فطرته هو في الدين والدعوة، حتى يمكن الاستجابة لهذا التحدي الحضاري الجديد؛ لأن الفطرة المسلوبة أو المخروقة لن تعالج ولن تسترجع إلا بمنهاج فطري.
فجاء هذا الكتاب في تقرير «الفِطْريَّةِ» بما هي منهاج في العمل الدعوي، قائم أساسًا على أصول الفطرة، كما هي معروضة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وبما هي محاولة لاستعادة دور الوحي التربوي والاجتماعي في النفس وفي المجتمع، الوحي الذي قام منهاجه الشمولي على هدف أساس، ألا وهو: تخريج نموذج «عبد الله»! الذي هو مناط كل شيء في الدين والدعوة! على ما يقتضيه «مقام العبدية» الخالصة لله، من توحيد لرب العالمين في الاعتقاد والثقافة والاجتماع والسياسة والاقتصاد، وفي سائر مجالات العمران البشري.ـ