يقدم المؤلف من خلال هذا الكتاب أفكاره وتصوراته لمسار الصراع العربي الإسرائيلي وقضية فلسطين، وهي تصورات مختلفة عن الأفكار والآراء الشائعة، وهو يعتمد في صياغة هذه الآراء على تحليل الحقائق المتاحة من خلال نظرة إنسانية أرحب تضع في حسبانها عوامل التاريخ الطبيعي الحاكمة للصراعات البشرية، وينتصر المؤلف لفكرة أن القوة ليست هي العامل الوحيد القادر على حسم الصراع الإنساني، وأن هناك كثيرا من العوامل الأخرى التي تحكمها طبائع الأشياء.
ويجاهر المؤلف في هذا الكتاب بكثير من آرائه التي تبدو متفردة، لكنه يقدم براهينه على صحتها، ومن هذه الآراء أن استفادة أمريكا من إسرائيل تفوق استفادة إسرائيل من أمريكا، وأن خليفة الرئيس عرفات لن يكون أكثر حظا منه، وأن اجتياح غزة سيكون المخرج الاحتياطي لشارون عندما تضيق به السبل ويكتشف فشل سياسته. كما يدعو المؤلف من خلال الكتاب إلى تبني مجموعة من الأفكار الجريئة في التعامل الودود مع عرب 1948، وضرورة إكثار المسلمين من زيارة المسجد الأقصى لتذكير العالم أجمع بارتباطهم به، والعمل على إبراز زعامة فلسطينية للعرب المقيمين تحت حكم الاحتلال. بل إنه يدعو إلى ضرورة التفكير الجدي في العمل على إعادة اليهود والعرب الذين هاجروا إلى إسرائيل إلى مواطنهم الأصلية في البلدان العربية لإجهاض مبررات وجود إسرائيل وتوسعاتها.