نبدأ إن شاء الله، بما وَصَف الأشرافُ من شأن البغلة، في حُسن سيرتها، وتمام خَلقها، والأمور الدالة على السرّ الذي في جَوْهَرها، وعلى وجوه الارتفاق بها، وعلى تصرُّفها في منافعها، وعلى خفّة مؤونتها في التنقّل في أمكنتها وأزمنتها، ولمَ كَلِفَ الأشرافُ بارتباطها، مع كثرة ما يزعمون من عيوبها ؟ ولمَ آثروها على ما هو أتمّ طَهارةَ خُلُقٍ منها ؟ وكيف ظهر فضلُها مع النقص الذي هو فيها ؟ وكيف اغتفروا مكروهَ ما فيها، لِمَا وجدوا من خِصال المحبوب فيها؟