إن فترة وجودنا القصيرة في هذه الدنيا ذات قيمة كبيرة في مسارنا فيما بعد حياتنا هذه , وإن طريق السعادة الأبدي الذي يوصل إلى الخلود في دار الخلود مرهون بتحقيقنا الرقي الحقيقي في أنفسنا وفي الآخرين , وهذا الرقي الذي يصفي أرواحنا , ويقوم أعمالنا , ويهذب أخلاقنا , له منهج أصيل واضح بين فيما جاءتنا به الرسل , وما تضمنته الكتب السماوية , ولما كان الارتباط بين حياتنا هذه وحياتنا الآخرى وثيقاً , إذ كانت هذه الحياة بمثابة الحرث والزرع وكانت تلك بمثابة الجني والحصاد , كان لابد للإنسان من أن يعلم عن حياته الآخرة ما يدعوه للاستعداد لها , وإقامة حياته الدنيا على النمط الذي يحقق له في الآخرة خيراً وفضلاً , والكتاب يلقي الضوء على هذه المعاني والثوابت , ويؤكد على أن الامتداد الإنساني المتلاحق سيتوقف يوماً , وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه الوجود الإنساني , ويأتي يوم نعود جميعاً فيه لنحاسب على ما قدمنا وعملنا.