سعى الصادق النيهوم في هذه الدراسة إلى البحث عن مقياس ثابت ومحكم لمشكلة الجمال والقبح داخل بناء الكلمات وهو يرى أن الكلمات مجرد أداة عادية لا تستطيع وحدها أن تفعل شيئاً حقيقياً. وقد قاده البحث إلى اكتشاف ضرورة إيجاد مقياس في نطاق علوم البلاغة من جهة، وفي نطاق (المبادئ الجمالية) من جهة أخرى لكن ذلك يؤدي إلى خطأ بالغ الرداءة لأن الفن بناء متكامل داخل أصالته وحدها. وهو يرى أن الفن يسبق بناءً لفظياً بقدر ما هو رؤية البلاغة لا تعطي النص قيمته ولكن الفكرة هي التي تغفل ذلك لأن الفكرة في الفن ترتبط ارتباطاً محكماً بالرؤية الشعرية لحدود الطريق إلى الخارج.
والرؤية الشعرية تتلمس طريقها إلى الخارج في مرحلتين: إيجاد الصور المناسبة لخلق الانطباع واختيار أكثر الصور جدوى. والكاتب أخيراً يأمل في التخلص من المناهج النقدية الضيقة الأفق، التي تتجه إلى إلغاء حرية الفرد وتفرض عليه مقياسً واحداً صارماً بحجة مساعدته على الفهم