في السوق كتب كثيرة تدلك على وجود الله عز وجل، ولكن الكثيرين من الذين يكتبون في هذا الموضوع لا يبنون البناء الصحيح على ما يقتضيه الإيمان بالله من إيمان برسله صلوات الله عليهم وإيمان بوحيه ودينه وشريعته، ومن ثم كان هذا الكتاب الأول من سلسلة الأصول الثلاثة، سداً لهذه الثغرة إذا كان فيه تدليل ووضع لمحل الإيمان بالله في محله الصحيح في الحياة البشرية. وكثيرون من الذين كتبوا في موضوع الألوهية إما أنهم اقتصروا على التدليل على الوجود، ولم يصلوا إلى التعريف على الصفات والأسماء، وإما أنهم تكلموا عن الصفات والأسماء ولم يدللوا على الوجود، فكان في كل من العملين ثغرة حاول هذا الكتاب أن يسدها. وكثيرون من الذين تكلموا في الدليل إما أنهم فاتتهم الاستفادة من معطيات عصرنا، أو أنهم تكلّموا ضمن معطيات علوم نصرنا دون أن يربطوا ذلك بمعطيات العصور، وكانت تلك ثغرة كذلك حاول هذا الكتاب سدها.