فإنه من المتقرر أن مذهب الحنابلة من أقرب المذاهب إلى الدليل ، وأشدها تمسكاً به ، واتباعاً لآثار السلف الصالح ، اقتداء بشيخ المذهب المنسوب إليه : أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – رحمه الله – ( 164- 241 هـ ) ، وقد انتسب إلى المذهب علماء وفقهاء من بقاعٍ شتى ، زادوا المذهب صفاءً وتهذيباً . فصنفو المصنفات ، واعتنوا بهذا المذهب النقيِّ … ثم جاء من بعدهم فصنفوا كتباً عن المذهب ، في الطبقات والرجال والمؤلفات ونحو ذلك … وفي مقدمة هذه الكتب يتربع كتاب ( المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب ) لراقمه : بكر بن عبد الله أبو زيد بن بكر بن غيهب القضاعي – رحمه الله – ( انظر : المدخل ص 562) ، وهو كتاب حافل بالفوائد والنوادر ، وهو – وإن كان موضوعاً للمتخصص في تراث الحنابلة – كتابٌ يَعِزُّ نظيره ، ويقل شبيهه ، وقد طبع في مجلدي