تستمدُّ معظم المجتمعات المسلمة اليوم فكرَها التربوي، بمفاهيمة ومبادئه وممارساته، من التجربة الغربية المعاصرة، مما يستدعي فهمنا لمرجعية الفكر التربوي السائد في الغرب، بقدر من العمق، والمسؤولية، والموضوعية. ونأمل أن يساعدنا ذلك في تطوير مناهج التعامل مع هذا الفكر والتفاعل مع أنظمته وخصوصياته، والوعي بالآثار المترتبة على الاقتراض منه في سياساتنا وخططنا التربوية والتعليمية، وبالمشكلات التي يقيمها أمام جهود الإصلاح التربوي في مجتمعاتنا المعاصرة، والإصلاح الشامل لواقعها وبناء مستقبلها.
ويحدونا الأمل أن تتضح لدينا معالم المرجعية الإسلامية العليا في الإصلاح التربوي للإسهام في إعادة بناء الشخصية الإسلامية والمجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية لتحقيق مراد الله سبحانه في إقامة العمران البشري على نور الوحي الإلهي والهدي النبوي، والحضور الفاعل في ساحة العالم، وترشيد الحضارة البشرية.