«المَسرحُ المَلحَمِيُّ قَدِيمٌ قِدَمَ المَسرَحِ الغَربيِّ كُلِّه، وجُذُورُهُ مُمتدَّةٌ فِي تَاريخِ هَذَا المَسرَح، وبَعضُ عَناصِرهِ نَجِدُها فِي المَسرَحِ الشَّرقيِّ والصِّينيِّ بِوَجهٍ خَاص.»
وضَعَ «برتولت برشت» (١٨٩٨–١٩٥٦) الأُسُسَ النَّظَريةَ لِلمَسرَحِ المَلحَمِي، وحَدَّدَ تَعريفَهُ وأَنماطَهُ وطُرُقَ تَقْديمِه، مُقاوِمًا لِلنَّزعةِ النَّازيةِ — حِينَها — التِي عَانَتْ مِنهَا أُورُوبَّا، ومُعظَمُ أَرجَاءِ العَالَمِ عَبْرَ سِنِين. يَتتَبَّعُ «عبد الغفار مكاوي» هُنَا الدِّرَامَا غَيرَ الأَرسْطِيةِ «المَلحَمِيةَ» عَبْرَ مُختَلِفِ العُصُور، كَذلِكَ يَقِفُ كَثيرًا أمَامَ مُحاوَلَاتِ الفِكَاكِ مِنَ النَّظَريةِ الأَرسْطِيةِ المَشهُورةِ مُنذُ عَهدِ التراجِيديَا اليُونانِيةِ وحتَّى العَصرِ الحَدِيث، ويَسرُدُ أَثرَ أَشهَرِ الكُتَّابِ المَسرَحيِّينَ فِي العَصرِ الحَدِيث، مِثل: «كرستيان جرابه»، و«جورج بوشنر»، و«إبسن»، و«تشيكوف»، حتَّى يَصِلَ إِلى «استرندبرج»، و«بيراندللو» الذِي يُعتَبرُ آخِرَ الكُتَّابِ المَسرَحيِّينَ الذِينَ مَهَّدوا لِلدِّرامَا غَيرِ الأَرسْطِيةِ فِي العَصرِ الحَدِيث.