وبدون إرادة مني هززت رأسي، ثم مددت يدي، وأدرت الملزمة في بطء وهو ينظر نحوها في استمتاع، فأخذت بقوة جبارة تسحق الرأس، التي اختلط جلدها بلحمها بعظامها بشعرها، قبل أن تنفجر في قوة ليسيل مخها خارج جمجمتها، ومعها دموعي الصامتة، وهي تصرخ صرخة أخيرة مروعة تمزق نياط القلوب. وأمام الرأس التي قتلتها- لا أجد تعبيرًا آخر للأسف – وقفت مذهولا، ولم أفيق إلا على صوت السوط، وهو يئز ويخترق الهواء، ليمزق لحم الفتاة العارية المعلقة، لتعلوا صرخاتها وتسيل دمائها. لأدرك وسط دموعي أن الليلة السوداء ما زالت في بدايتها. وأن المسلخ سيعمل ليلة إضافية.