وقد احتفى النقّاد ورجال الدين بالكتاب بعد ظهوره أول مرة في عام 1949.كتب الدكتور احمد زكي أبو شادي في ” المقتطف ” : إننا نرحب كل الترحيب بكتاب السحار موضوعًا ورمزًا لهذا الأديب الخلّاق، الذي نؤمن بمستقبله لأنه يؤمن برسالته ولأنه لا ينزل عن مثاليته، ولأنه ذو نزعة أصيلة؛ وحريّ بنا أن نذكر هنا مثالًا للأسلوب المترسّل الذي تميز به هذا الكتاب:قال السحّار في مستهل الفصل الثاني عشر منوهًا ببدء رسالة السيد المسيح – عليه السلام – : ” الناصرة غارقة في الصمت تطوف بها أحلام. راح الناس في النوم، حتى نجوم السماء هجعت، فقد كانت ليلة لم يبزغ فيها نجم، وفي ذلك الصمت والجلال كانت مريم قائمة تصلي، فبها خرج إلى يحي بن زكريا بعثه الله بشيرًا بملكوت السماء.. ” .
إن أسلوب السحار في كثير من المواقف أشبه ما يكون بالشعر المنثور، وأنه ليشف دائمًا عن شغفه بموضوعه وعن إيمانه به، ومن ذلك جاءت نصاعته وسماحته وجاذبيته