هذه رسالة قيّمة لشيخ الإسلام ابن تيمية كتبها في زمن سادت فيه الفوضى واتسعت فيه الاعتداءات على الأنفس والأموال، وشاع فيه السلب والنهب من قبل الحكام والمتنفذين وكل ذي قوة، بسبب واضح حيناً، ومن غير أي سبب أحياناً كثيرة. وهذا أدّى إلى وجود خلافات كثيرة بين من بيده المال أو الأرض أو المنقولات، وبين أصحابها الحقيقيين أو الشركاء فيها، أو من أخذت بسببهم أو حماية لمالهم كالقاصرين والمصادرين والمسجونين… الخ. فكتب ابن تيمية هذه الفتوى موضحاً فيها المقاصد الشرعية في إقامة حكم الله والعدل بين الناس، وتأمين الخير لهم، ومنع الظلم عنهم. كتب هذا بعد أن توقف العديد من العلماء عن الإفتاء بشيء من هذه الأمور مجارات للظلمة، وأصدر بعضهم الفتاوي المضللة خنوعاً وخضوعاً، وبعضهم بحسب ما ظهر لهم، وكانت هذه الفتاوي-غالباً-مغايرة لمقاصد الشرع الإسلامي، معضلة لمصالح العباد.