«والمنتمي المأزوم لا يتجاوز مأساته ولا مأساة مجتمعه وحضارته؛ فهو لا ينتمي ولا يضيع ولا يستشهد ولا يتسلَّق، ولكنه يخترق قلب المأساة، ينفُذ إلى صميمها حتى النخاع، يُعشِّش في جوهرها، ويستقرُّ في أتُونها.»
يُقصَد ﺑ «المنتمي» في هذا الكتاب مَن ينتمي إلى الثورة وحُلم التغيير في مجتمعٍ يَرزَح تحت نِير الاستبداد والاحتلال. ولما كان أدب «نجيب محفوظ» يمسُّ أحلام المجتمع وطموحاته، فقد عبَّر عن هذا النوع من الانتماء في أدبه عبرَ كثيرٍ من الشخصيات التي كانت الصوتَ العميق للمجتمع؛ ولذا يتتبَّع «غالي شكري» في هذا الكتاب صورةَ هذا المنتمي في أدب «محفوظ» ويحلِّلها، مُجلِّيًا أهمَّ سِماته، وراصدًا تحوُّلاته عبرَ مراحله المختلفة، معتمِدًا على ما أنتجه «محفوظ» حتى عام صدور هذا الكتاب. كما يبحث في شخصية الضائع والمُضطهَد في خُماسية «محفوظ»: «القاهرة الجديدة» و«خان الخليلي» و«زُقاق المَدَق» و«بداية ونهاية» و«السراب»، ولا يَفوته أن يعرِّج على رواية «أولاد حارتنا» ليَرسم خطوات «محفوظ» في طريق العِلم والدِّين والاشتراكية.