لوحاتٌ قصصية يَرسمها «عبد الغفار مكاوي» بالكلمات، ويُلوِّنها بمِداد الذاكرة، يَنهل من نَبع الشِّعر لوحاته التي تحكي مواقف رآها بقلبِ شاعرٍ أرهَفَ السمعَ إلى الصمت، ففطن إلى سِر الحياة؛ فأخبره «النَّبع القديم» عن الرائحين والغادين عليه، وأخبره الجسرُ الخشبي بأحزانه، وأخبره المركَب الشراعي بروح الوجود، لكنه يتألَّم لحالِ الشاعر الذي انزوى خلف الحكمة والفلسفة، ويتذكَّر ذلك اليومَ الذي أخذَت فيه والدته مخطوطاته الشِّعرية وأحرَقتها زاعمةً أن المُذاكَرة أكثر فائدة، ومن يومها وهو يَسبح في بحر الشِّعر دونَ أن يَرسو على شاطئ. كما يَنهل من نَبع العمر سيرتَه الذاتية المليئة بالحكايات؛ فيحكي عن ذلك اليوم الذي حصل فيه على شهادة الابتدائية، وقرَّر الاستسلام لوَسْواسه الذي طالما ألحَّ عليه لزيارة قبر شقيقَيه اللذَين وُلدا معه وتُوفِّيا بعد ولادتهما ببضعة أشهر، وغيرها من الحكايات المُفعَمة بالأحاسيس.