إحسان عبد القدوس الروائي، فتح كوة إلى عالم الرواية الحديثة شكلت أفقاً رحباً نفذ إليه الكثيرون من كتاب الرواية. وروايته حكايات فيها من الواقع الكثير الكثير مما شد إليه القراء ليتلمسوا واقعهم، ويطلوا من خلال روايات إحسان عبد القدوس على عالم نسجه من خيوط الحياة… ولكن لإحسان أسلوبه الذي أعطى قصصه نكهتها المميزة… فكانت شخصياته تترك من ثنايا السطور… ليشهد القارئ بناظريه مشاهد القصة وكأنها حية أمامه.
وهذه بطلة النظارة السوداء حقيقة لا كلمات… كانت شيئاً يدب على الأرض… كانت حيواناً جميلاً أليفاً محروماً من كل المتع التي خص بها الله الإنسان… وكانت تعتقد أن هذه هي الحياة… أما الآن فقد أصبحت فتاة أخرى… إنسانة تحس بالألم أو السعادة… وتطوف مع الأحلام… ثم إن نظارتها لم تعد سوداء… وكانت فيما سبق صاحبة النظارة السوداء التي كانت لها هذه الحكاية.