وصف النبي المنافق بالغدر والخيانة والكذب والفجور لأن صاحبه يظهر خلاف ما يبطن فهو يدعي الصدق وهو يعلم أنه كاذب ويدعي الأمانة وهو يعلم أنه خائن ويدعي المحافظة على العهد وهو غادر به ويرمي خصومه بالافتراءات وهو يعلم أنه فاجر فيها فأخلاقه كلها مبنية على التدليس والخداع ويخشى على من كانت هذه حاله أن يبتلى بالنفاق الأكبر.
إن كان النفاق الأكبر أن يُظهر المرء الإسلام ويبطن الكفر مما يُفضي إلى الخروج من الدين بالكُلية فإن النفاق الأصغر هو النفاق العملي مع أصل الإيمان …
ومن خصال النفاق الأصغر كأن إذا ما حدث المرء كذب ، عاهد غدر ، وعد أخلف ، خاصم فجر…
يرتدي زي الصلاح وهو يثير الفتن بالتدليس والمكر اللئيم وما أكثرهم في زماننا…
يقوم للصلاة كسولاً ، يؤجلها لآخر وقتها ينقرها كالغراب صلاة أبدان وليست صلاة قلوب ، يبخل بالصدقات شحيحاً ، تراه قليل الحياء كثير الكلام ، لا يأبه لذكر الله ولا التضرع إليه بالدعاء….
الأمر جل خطير فإن خصلة واحدة من تلك الخصال إذا ما استحكمت القلب لتؤدي إلى النفاق الأكبر وتُخلد صاحبها في نار جهنم …نسأل الله العافية والسلامة…
لا أدري ولكن لربما خبيئة صالحة بين العبد وربه تطهر النفس وتزكيها ، تراها يسلمها الله من طاعة إلى طاعة ، وتأمن النفس النفاق والرياء والعجب بفضل من الله وإحسان…