هذه الرسالة من “رسائل ترشيد الصحوة” تضمّ فتويين كان الدكتور “القرضاوي” قد أصدرهما منذ سنوات حول موضوع النقاب للمرأة المسلمة، ووقوف بعض الناس فيه موقفين متناقضين، أحدهما مشرّق، والآخر مغرِّب. فهناك من يقول: إن هذا النقاب شيء دخيل على الحياة الإسلامية، وليس له أي أصل في الشريعة الإسلامية ومذاهبها الفقهية، فهو-في تعبير بعضهم-بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وفي مقابل هؤلاء من يقول: إن هذا النقاب من صميم الحياة الإسلامية، وأن لبسه فرض على كل مسلمة. وأن تغطية الوجه به واجب ديني لا يجوز التفريط فيه، ويتهم هؤلاء الذين يقولون بوجوب لبس “الخمار” وليس بوجوب لبس النقاب بأنهم متأثرون بأفكار الحضارة الغربية، مروجون لتقاليدها بين المسلمين. بين هذين القولين يقف القرضاوي في فتواه التي يضمّها هذا الكتاب، منتهجاً فيها المنهج الوسط الذي لا يمثل لليمين ولا لليسار، ولا ينحاز للشرق ولا للغرب، إنما ينحاز للإسلام الحق، المستمد من محكمات الكتاب وصحيح السنة، موازناً بين النصوص الجزئية والمقاصد الكلية، وبين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، دون جنوح إلى الغلو أو التقصير.