إن دور الفيلسوف أن يساعدك على إعادة صياغة فكرتك بنحو يخدم قدرتك على عيش الحياة؛ لأن الأهم من معنى الحياة هو القدرة على عيش الحياة. هنا بالذات يكمن دور فلاسفة العيش، أولئك الذين قدّموا لنا الدروس عن الحياة الجيدة.
حياة جيدة هي حياة يكون فيها المرء قادرًا على عيش الحياة.
فالحياة ليست شعارات وأوهام الأفكار والعقائد الخلاصية. وكلما تخلصنا من النظرة السحرية للعالم ندرك أن في كل حب كبير كراهية تنفجر بين الفينة والأخرى، وتعلمنا أن في كل قوة عظيمة هشاشة قد تنكشف بنحو مفاجئ، كما يعلمنا التاريخ أن كل الثورات مغدورة في كشف الحساب النهائي.
لقد جعلتنا جائحة كوفيد 19 ننتبه إلى قيمة الحياة العادية البسيطة التي كانت لدينا، فقد فرض الحجر الصحي علينا أن نفقد أهم شروط السعادة التي هي في حوزتنا دون أن ننتبه إليها، وهي الحياة التي نسميها بالحياة العادية بكل ما تبدو عليه من رتابة وتفاهة أيضًا؛ الذهاب إلى العمل، المشي في الشارع أو في الحديثة، الثرثرة في المقهى، الذهاب إلى السوق، السفر إلخ.