كلمة الحوار كلمة جميلة رقيقة، تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس، وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في مواطن من كتابه العظيم، حيث قال تعالى: “قال له صاحبه وهويحاوره” وقال: “والله يسمع تحاوركما” يوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة التي تشكو من زوجها، فسمع الله هذا الحوار.
وثمرة الحوار هو الوصول إلى الحق فمن كان طلبه وغرضه الحق وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفها وأحسنها، والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف، غير أنه قد اتبع آدابا مشروعة في تحاوره وذلك ليثمر حواره. وفي هذا الكتاب إلقاء للضوء على هذه الآداب وشرح لدقائقها وذلك على ضوء السنة النبوية الشريفة وأعمال الصحابة.