كيف عاش أعضاء أول بعثة سعودية تصل إلى كوريا الجنوبية، وكيف تجاوزوا خلال وقت وجيز حاجز اللغة الكورية واستطاعوا التكيف والتأقلم مع الأكل الكوري، خاصة طبق «الكيمشي» المعجون بالفلفل الحار وكيف عاش وتكيف وتأقلم زملاؤهم أعضاء أول بعثة سعودية تصل إلى الصين، التي تتكون لغتها من ٤٨ ألف رمز ، ويجب عليك حفظ ما لا يقل عن ثمانية آلاف رمز، ليكون لديك فقط، الحد الأدنى من هذه اللغة؟ لقد استطاع المغلوث من خلال رحلته الميدانية إلى كوريا والصين أن يصف لنا اللحظات الأولى وظروف المعاناة التي واجهها أولئك الفتية، الذين سيحفظ لهم التاريخ أنهم مثلوا أولى الطلائع السعودية، التي جلست في قاعات الدرس الصيني وأمضت الساعات الطويلة في مختبرات جامعات كوريا، رغم مغريات وجماليات الدراسة في أوروبا أو أمريكا والسؤال الذي ينقدح في الذهن بعد قراءة مثل هذا الكتاب هو: لماذا تأخر الابتعاث إلى بلاد الشرق الأقصى، باستثناء اليابان، مقارنة بأمريكا مثلاً ، التي وطئها السعوديون المبتعثون في الأربعينيات الميلادية، بينما لم تصل أول بعثة سعودية إلى الصين أو كوريا إلا في عام ١٩٩٨ وما تلاه؟!