في شتاء عام 1967، حلت الفوضی علی مكتب آحد المحامين المرموقين، في مدينة روزينهايم بجنوب ألمانيا.
أول إرهاص للأحداث الغريبة كان خلال الصيف .. بدأت تليفونات المكتب عبثها ولهوها !
في بعض الأحيان كانت أجراس التليفونات تدق جميعها في نفس الوقت، دون أن يكون هناك أى متكلم على الجانب الآخر منها. وخلال أحاديث العمل التليفونية، كان المتحدث يسمع أصوات طقطقة وتكتكة تشتت فكره.
قدم مدیر المكتب شكوی لی شرکة التلیفونات. فأوفدت الشركة بعض مهندسيها لإصلاح الخلل إلا أنهم لم يكتشفوا أى خلل في الأجهزة أو التوصيلات. وكل ما قالوه عند انصرافهم هو أن الخطوط التليفونية للمكتب في أحسن حال.
ولكن، عند ما تواصل العبث، و تواصلت الشكاوی. أوفدت الشركة مجموعة من أفضل مهندسيها. أمضت هذه المجموعة عدة أسابيع في المراجعة الدقيقة. إلا أن اللغز زاد غموضاً عندما أظهرت الأجهزة الهندسية أن عشرات الاتصالات تتم من أجهزة تليفون متوقفة عن العمل، لأسباب خاصة بالشركة. بالإضافة إلى أن بعض التليفونات كان يجرى طلب أرقامها بسرعة غير طبيعية. و بشكل یثیرالدهشة. وفي أحد الأيام، أظهرت عدادات شرکة التلیفونات أن رقم 119، وهو رقم الساعة الناطقة. جری طلبه 46 مرة في 15 دقیقة !
مع تصاعد هذه الأعراض، بدأت المسألة تدخل في طور جدید.