برومثيوس طليقا للشاعر الإنجليزي الكبير بيرسي شلي, دراما غنائية كما يسميها صاحبها, ولكنها في الحقيقة نموذج للشعر المسرحي وليس للمسرح الشعري. وهي غرة الأدب الرومانسي الإبداعي الذي ازدهر في أوربا في أوائل القرن التاسع عشر, ولا يدانيها إلا “فاوست” لجوته. وهي تعد النموذج الأعلى للرومانسية الثورية, فهي تمثل الصراع الأبدي بين الأرض والسماء, وثورة البطل صديق البشر على مبدأ الطغيان في الكون كله
وقد قدم لها الأستاذ الدكتور لويس عوض بمقدمة ضافية في تعريف الرومانسية وتحليلها, وربطها بقلق الطبقات المتوسطة ولا سيما في عصور الثورات. فوضع بذلك أساس المذهب التاريخي في النقد, ذلك المذهب الذي اقترن ولازال يقترن باسمه إلى اليوم : أن الأدب والفن والفكر تمثل “روح العصر” وجذورها ضاربة في البيئة التي انتجتها
وفي نهاية الكتاب ترجمة لمرثية “أدونيس” التي رثى بها شلي الشعر جون كيتس, قطب الشعر الرومانسي الكبير الذي مات في شرخ الشباب, ولعلها أعظم مرثية في تاريخ الأدب العالمي