– من أنت؟ وماذا تعني بالضبط؟
نظر ذات اليمين .. نظر ذات الشمال .. خيل إليه أنه يرى على مد بصره ضوء .. ضاقت عيناه وهو يحاول التدقيق فيه.. إنه يقترب عليه .. الضوء .. يقترب أكثر .. وأكثر .. أصبح الآن من السهل جداً رؤيته .. نعم هناك ضوء بالفعل .. يقترب أكثر .. فكر عمر: كأنني في نفق مظلم .. وكأن هذا قطار مسرع .. هالته الفكرة رغم شعوره أنها غير صحيحة .. حاول الفرار من أمام هذا الضوء .. لكن مهلاً .. نصفه السفلي من جسده لا يستجيب .. حاول مجدداً .. لكنه يتمايل بجذعه فقط .. القدمان لا تتحركان.
هل أصابني الشلل؟
هالته الفكرة .. لكن لا وقت للنواح .. الضوء يقترب أكثر .. حاول سحب نفسه بذراعيه عن مسار الضوء .. لكن نصفه السفلي لم يتحرك .. كأنما هو مثبت إلى الأرض بإحكام .. أو أن وزنه صار ألف رطل أو يزيد…
– وحين يعود السابع الأكبر من رحلته تعودون.
كان الصوت مهيباً .. مهيباً جداً .. وكان يكرر هذه الجملة باستمرار.
من جديد يحاول عمر سحب نفسه .. بقوة وبعنف .. لكن دون جدوى .. أحس بشعور غريب .. شعور مؤلم .. شعور لم يألفه من قبل.
هل هذا هو الخوف؟
لا يدري .. لم يذقه يوماً .. فكيف يعرف!
– من أنت؟ وماذا تريد مني؟