جاءت الشريعة الإسلامية السمحة بمبادئ وتشريعات وأحكام واضحة لا غموض فيها، وكاملة لا نقص فيها، إلا أن بعض ذوي النفوس المريضة حاولوا أن يلعبوا بها لغاية في أنفسهم. وفتحوا باباً باسم باب الحيل للتخلص من الأحكام الإسلامية في الربويات والنكاح والطلاق والخلع والأيمان وغيرها، وسموا ذلك الباب بالحيل الشرعية.
ومن جملة تلك الحيل مسألة التحليل التي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها المحلل والمحلل له، فوضعوا لهذا التحليل طرقاً ملتوية لإرجاع المطلقة ثلاثاً إلى زوجها المطلق وهذه الطرق إذا قرأها الصبيان وفهموها، ملأوا أفواههم ضحكاً وسخرية. وممن تصدى لهذه المسألة بإسهاب، وفضح هؤلاء المحتالين، شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية، فألف كتابه القيم هذا “بيان الدليل على بطلان التحليل” وفيه تكلم عن الحيل بشكل عام، ونهي السلف عنها، وما هو جائز وما هو غير جائز، ثم تكلم عن مسألة سد الذرائع، وعن مسألة التحليل، فشرح هذه المسائل بشكل لا تجده عند غيره، وذكر في ثناياها مسائل مستطردة من الضروري معرفتها