(نورا) زوجة محبة، وأم مرحة، لكن ذات شخصية متهورة وحالمة وطفولية بعض الشيء، متزوجة من (تورفالد هيملر) الذي يحبها، ويحنو عليها، ولكن يعيبه التحكم الزائد وكثرة الانتقاد لزوجته، وإن غلف هذا غالبًا بطابع من الدعابة؛ مما فرض على (نورا) الشعور، وكأنها طفلة لا بد من توجيهها في كل شاردة وواردة. ولم يكن هذا الإحساس غريبًا عليها؛ فوالدها كان يعاملها بنفس الطريقة؛ مما جعلها في حاجة دائمة لأصدقاء تتبادل معهم الحديث براحة، دون خشية انتقاد أو توجيه، وهو ما وجدته في صداقة د. (رانك)، وفي صداقتها للعاملين في منزل والدها. وكانت الدنيا لتسير بشكل طبيعي لولا أن (نورا) كانت تخفي سرًا كبيرًا عن زوجها، وهو أنها استدانت مبلغًا من المال من أحد العاملين في البنك، وقد اضطرت لتزوير إمضاء والدها على ورقة الضمان نظرًا لمرضه، وكانت تحتاج تلك الأموال لترسل زوجها في رحلة علاجية ضرورية. ومضت الأيام، و(نورا) تضع القرش فوق القرش لتسدد دينها، حتى جاءت الانفراجة بتعيين زوجها مديرًا للبنك، فظنت أنها أخيرًا ستتخلص من متاعبها، وسيتوفر لها المال لتسديد دينها، ولكن هيهات؛ فأول قرارات زوجها في منصبه كان رفد الرجل الذي تدين له بالمال نظرًا لسمعته السيئة. ويذهب الرجل إلى (نورا)، ويبتزها، ويهددها بتسليم التوقيع المزور للشرطة لو لم تستجيب هي وزوجها لطلباته، ثم يكشف لزوجها الحقيقة. وجاءت ردة فعل الزوج قاسية؛ فجرح زوجته جرحًا عميقًا. وبعد تراجع الرجل عن الابتزاز ظن الزوج أن كل شيء انتهى، وأن حياته ستعود لسابق عهدها إلا أن زوجته كان لها رأي آخر؛ فقد قررت الانفصال عنه، وهي ردة فعل طبيعية نتيجة الضغط العصبي والحزن والخوف الذي عانت منه في الفترة السابقة، وجاء تصرف زوجها معها كالقشة التي قسمت ظهر البعير، خصوصًا أنها شعرت أن حبه لها مشروط، فإما أن تكون في الصورة التي يريدها بالضبط، أو تصبح غير صالحة كزوجة وأم!
مسرحية اجتماعية لطيفة. ورغم حدوث الانفصال إلا إنني أؤمن بأن (نورا) ستعود لبيتها في النهاية، ولكن بعدما يتعلم زوجها درسه، وبعدما تقوم بصقل شخصيتها، ربما تنضج الطفلة بداخلها أخيرًا، وهذا ما أدركه الزوج الذي ظهر بريق الأمل في عينيه في النهاية.