“كان السائق يرتعش وهو يدخل إلى المضيق بين الجبلين الذي تحيط به الهاوية العميقة من الجانبين في الصباح صلى السائقون جماعة ونذروا نذورهم بصوت عال: ذبائح من الخرفان والماعز إذا ما عبروا بالسلامة. أمس كانوا يشربون الخمر ويتحدثون عن النساء… هذه دقة وتلك دقة. قام أحدهم وأدار موتور السيارة. مساعده يقف على السلم بجدارة ويرشده الطريق مخيف فقد ذهبنا نتمشى فيه في الصباح. بالكاد يسع سيارة واحدة. ما العمل إذا ما أتت سيارة من الجانب المعاكس؟ هناك هل بالطبع هو أن يجري أحد المساعدين قبل تحرك السيارات إلى الجهة الأخرى ليقف ويحذر السيارات القادمة. وهكذا انطلقت السيارة الأولى وتبعتها بقية السيارات. سائقنا قرر أن يكون الأخير. لعله ما زال يتذكر حطام السيارات التي رأيناها في الصباح مقلوبة ومحطمة والبضاعة مبعثرة في الهاوية.