“المحطة خالية، ومقعد الناظر مائل على الجدار بجانب الباب المغلق. مدّ عنتر يده إليها بالنقود. رفعت بهزة من رأسها. قال: هي نقود مسعد تركها معي همست ثمت التذكرة فقط. أعطاها ورقة بخمسة جنيهات طوقها في يدها. سار عنتر إلى القضبان لينظر القطار. عاد ووقف بجوارها. كان متعجلاً ليحضر المعزى من بدايته قالت: اذهب أنت يا عنتر. قال: سيأتي القطار من هذه الناحية. تبعته بنظرها حتى اختفى بين أشجار الكافور العالية التي تحجب بيوت البلدة وراءها.
الناشر:
كارثة 67 في مصر. هجر أهل بورسعيد مدينتهم، وحمل المركب سعدية الجميلة ذات الوجه الصبوح، والقوام الفارع، إلى بلدة صغيرة. بيوت البلدة الصغيرة تختبئ وراء أشجار الكافور، والمأساة تختبئ وراء جدران البيوت، ومسعد الجزار زوج سعدية يختبئ في حجرة عنتر، والفتى المراهق الذي تعلق بسعدية يختبئ في بيوت أقاربه، وسعدية مختبئة في حجرة داخلية.