تعتبر اول مقالتين والتي عنونهما ب (أنا أفكر، فإذن أنا غير موجود)، والثانية (اثنان لايجتمعان، رجل الفكر والطاغية) هما المقدمتان للكتاب كله، حيث يرى ان قصة الفكر العربي على طول تاريخه هي قصة الانفصال بين أهل الفكر وأهل السياسة وذلك ابتداءً من عصر “الطغاة” الأمويين وحتى مايسمى عصر النهضة العربية والذي توج بثورة الجماهير بقيادة سعد زغلول حيث تم رد الاعتبار الى عامة الناس وانتهى عصر السيد الذي يدفع لأهل الفكر (ويقصد بهم الادباء والشعراء والعلماء الذين يدورن في فلك الحاكم والبعيدين عن الشعب) وحلت محله عصر الجماهير التي تدفع لمن تحس انه ينفعها ويعبر عنها. وانصرف الناس عن مؤلفات “صهاريج اللؤلؤ” -يقصد بها غالب كتب التراث- الى الفكر الاصيل الذي يعبر عن افكار ومعان وعواطف انسانية.
ولا ينكر مؤنس وجود بعض الفترات في تاريخنا التي رعى فيها أهل السياسة أهل الفكر كعصر الغزنويون والسامانيين وعصر الناصر وابنه المستنصر في الأندلس.