يتمثل سبب كراهية الفلسفة في الرهبة منها، ويكمن في غالب الأحيان في المنهج الذي تقدم به الفلسفة للمبتدئين، فهو يلقي بالدارس منذ اللحظة الأولى في أتون الآراء والمذاهب، وتشعباتها، واختلافاتها وصراعاتها. عندئذ تبدو له الفلسفة ألغازاً ومعميات تجعله يلقي الكتاب جانباً مصمماً هلى ألا يعود إليه من جديد.. إما رعباً من غموضها واستحالة فك طلاسمها، أو سخرية أحياناً من أناس يكتبون ما لا يفهم.
دائمًا ما تكمن براعة الكاتب في جعل الأفكار العميقة المعقدة، بسيطة وسهلة للقاريء.. تلك القاعدة التي قالها الكاتب غسان كنفاني مرة كانت صحيحة بدرجة كبيرة جداً. الفلسفة دائماً مرتبطة بالغموض والصعوبة، بل وينظر اليها البعض كأنها طلاسم لا يمكنك فهمها.. وفي هذا الكتاب، استطاع الكاتب بطريقة جيدة جداً عرض أساسيات الفلسفة ومذاهبها وموضوعاتها، مبتعداً تماماً عن الولوج في صميم الفلسفة ومذاهبها والتصادم بين الفلاسفة والأفكار.. أي انه يعرض ما هي الفلسفة بشكل عام يُمكّن المهتمين والمبتدئين بعد ذلك من الإنطلاق في هذا البحر.